تكرر هذا السؤال كثيرًا بين مستخدمي انستقرام: “هل إذا اشتريت متابعين، سيقل (أو يزيد) وصول منشوراتي لجمهوري؟” والمقصود بالوصول (Reach) هنا عدد الأشخاص الذين تشاهد منشوراتك.
لنضع النقاط على الحروف:
شراء متابعين انستقرام يمكن أن يؤثر سلبًا على الوصول إذا كانوا متابعين غير نشطين أو وهميين بكثرة. لماذا؟ لأن خوارزمية انستقرام في خلاصات المتابعين تعمل بشكل مبسط هكذا: لنقل لديك 10 آلاف متابع. تقوم انستقرام بعرض منشورك الجديد لجزء من متابعيك (وليكن 10% أي 1000 متابع كمثال أولي) لتختبر تفاعلهم.
إذا كان التفاعل جيد (عدد لا بأس به أعجب أو علّق مقارنة بـ1000)، ستقوم الخوارزمية بتوسيع نطاق الوصول لتعرض المنشور للمزيد من متابعيك وربما تضعه في الإكسبلور وهكذا.
أما إذا كان التفاعل ضعيفًا (مثلاً فقط 5 أشخاص تفاعلوا من 1000)، تستنتج الخوارزمية أن المحتوى غير مثير للاهتمام فتكتم انتشاره. الآن تخيل أن نسبة كبيرة من متابعيك عبارة عن حسابات خاملة لا تتفاعل. هذا سيؤدي حتمًا إلى انخفاض معدل التفاعل الأولي وبالتالي تقليص الوصول بشكل عام.
لننظر للأمر بمعادلة
ارتفاع كبير في عدد المتابعين + انخفاض في نسبة التفاعل = انخفاض في الوصول العضوي. وقد أكد خبراء تسويق أن الخوارزمية تقيّم جودة المحتوى جزئيًا بناءً على نسبة التفاعل من متابعيك. فإذا كان لديك جمهور حقيقي صغير لكنه متفاعل، فقد تحصل على وصول أفضل مما لو كان لديك جمهور كبير لكن خامل.
المتابعون الوهميون لا يشاهدون منشوراتك أصلاً (لأنهم إما حسابات غير مستخدمة أو بوتات)، وبالتالي هم فعليًا لا يدخلون في حسابات الـReach بشكل مباشر. لكن تأثيرهم غير المباشر يأتي من أنهم يقللون نسبة التفاعل مقارنة بعدد الجمهور الكلي كما شرحنا. بل إن انستقرام ربما يكتشف بعضهم ويحجبهم فلا يرون منشوراتك مطلقًا.
من جهة أخرى، شراء المتابعين قد يؤثر إيجابًا على الوصول في بعض الحالات: مثلاً لو اشتريت متابعين حقيقيين مستهدفين يهتمون بمحتواك، هؤلاء سيزيدون الوصول لأنهم سيرون منشوراتك وربما يتفاعلون أيضًا.
أيضًا الزيادة في العدد أحيانًا تجذب متابعين حقيقيين جدد بشكل عضوي بسبب الـSocial Proof، وهؤلاء بدورهم يوسعون دائرة الوصول. إذاً الأمر يعود لنوعية ما تشتري.
بعض مشكلات الوصول الأخرى المرتبطة بشراء المتابعين
- احتمال حدوث Shadowban: إذا أسرفت بشراء متابعين وهميين واستخدمت طرق غير شرعية، قد يعاقب انستقرام حسابك بتقليل وصول منشوراتك بشكل خفي (بدون إعلان حظر رسمي). تلاحظ حينها أن الوصول قلّ جدًا حتى لمتابعيك الفعليين. هذا نادر ولكنه وارد إن تم اعتبار نشاطك “سبام” أو تلاعب خطير.
- الوصول للإكسبلور أقل احتمالًا: كما شرحنا، انخفاض التفاعل نتيجة المتابعين الوهميين يعني فرص أقل لأن تصنف منشوراتك كمحتوى عالي الأداء يستحق الانتشار أوسع (في الهاشتاقات أو الإكسبلور). فحتى لو اشتريت 50 ألف متابع، قد تظل منشوراتك لا تتخطى بضع مئات من المشاهدات بسبب ضعف التفاعل النسبي.
على الجانب الإيجابي النظري
شراء المتابعين يزيد من الـReach المحتمل لأن عدد متابعيك زاد. يعني إذا كان 10% من متابعيك يرون أي منشور، فقبل الشراء لو كان لديك 100 متابع كان 10 أشخاص يرون منشورك؛ بعد شراء 1000 متابع صار لديك 1100 متابع، 10% منهم = 110 أشخاص قد يرون المنشور. لكن هذه حسابات على الورق تفترض نفس نسبة التفاعل. الواقع كما قلنا أن النسبة نفسها قد تتغير.
لنضرب مثالًا رقميًا لتوضيح السيناريوهات
- قبل الشراء: 100 متابع – 20 منهم نشطون (20% تفاعل) – الوصول ربما 20 في البداية ويتوسع لـ30 مثلاً.
- بعد شراء 900 متابع وهمي: المجموع 1000 – ما زال فقط 20 نشطين (الآن 2% تفاعل) – انستقرام قد يعرض لمنشورك لربما 50 متابع في البداية (بدلاً من 100) لأنه يعلم أن التفاعل سابقًا منخفض، ومن هؤلاء ربما فقط 2 يتفاعلون… النتيجة: ربما إجمالي الوصول يتوقف عند 50 لأن الخوارزمية كبحت الانتشار.
- بعد شراء 900 متابع حقيقي مهتم: المجموع 1000 – لنقل 200 منهم نشطون فعلاً – 20% تفاعل – سيعرض انستقرام لمنشورك مثلاً 100 متابع بدايةً، يحصل على 20 تفاعل، فيوسع ليصل 300 أو 400 متابع… إلخ (ويمكن أن يتجاوز ذلك أيضًا).
بحسب إحدى المقالات في UseVisuals
الخوارزمية تقدّر التفاعل الحقيقي، والمتابعون المزيفون لا يتفاعلون مما يؤدي لانخفاض شديد بمعدل التفاعل، فيُظهر ذلك أن محتواك ضعيف فتقوم المنصة بتخفيض وصوله حتى لجمهورك الحقيقي. هذا وصف دقيق لما يحدث.
إذن الإجابة: شراء المتابعين يؤثر على وصول منشوراتك بحسب نوعيتهم – إيجابًا إذا كانوا حقيقيين متفاعلين، وسلبًا إذا كانوا وهميين وغير نشطين بكثرة. كقاعدة عامة، إن لاحظت انخفاضًا في الوصول بعد شراء متابعين، فالمشكلة على الأرجح هي نسبة التفاعل.
حاول وقتها تحفيز جمهورك الفعلي بمحتوى أفضل، أو حتى إزالة بعض الحسابات الوهمية كما أشرنا، حتى ترفع نسبة التفاعل وتستعيد معدل وصول جيد لمنشوراتك.